التعريف بالشيخ | شفعني الله في أهل عصري
ثم قال رحمه الله:
(وَمِنْهُ أنَّ رَبّهُ قَد شفَّعَهه |
|
فِي كُلّ مَنْ قَدْ كَانَ فِي العصرِ مَعه |
وزيدَ عِشرونَ مِنَ السنينا |
|
لشيخنا مُصحَّحاً يقينا) |
(العصر) يراد به هنا: من زمن الولادة إلى الموت، وباقي الألفاظ واضح.
يقول: ومن هذا الذي أردت في هذا المقام ذكرَه، وقصدتُ في هذا المحل نشرَه من كرامات سيدنا قدس الله سرّه ما تلقَّاه عنه الثقات من أصحابه الأخيار، واشتهر بين أتباعه في كل قطر كلّ الاشتهار، من قوله : شفعني الله في أهل عصري، ومرةً قالها، فقال خليفته سيدي علي حرازم : وزيادة عشرين سنة، فأقر الشيخ مقاله ذلك واستحسنه، فظهر أنه مما سارَّه به قبل ذلك الزمان، ثم استفاض بعد ذلك قيد حياةِ الشيخ ، وبعد مماته إلى الآن، وهذه الكرامة أيضاً من جنس الكرامة قبلها، وتقدَّم قول الشيخ أبي علي اليوسي رحمه الله: وأي شيء يستبعد في أن يمنح بعضهم الشفاعة في قرنه أو أكثر إلخ.
وقد نقل الثقات اتفاق هذه الكرامة التي هي الشفاعة في العصر عن غير واحد من المشايخ الكاملين والعارفين الواصلين، وتلقاها المعاصرون لهم من الأئمَّة الأعلام القبول التام، وممَّن نقلت عنه الأستاذ الشهير العارف الكبير سيدي محمد بن مبارك التستاوتي ، فذكر أن جماعةً من أصحابه دخلوا على الشيخ الكبير سيدي محمد الشرقي فقال لهم: أيّها الفقراء، ما الذي قال ابن مبارك؟ فأخبروه بنحو مقالةِ الشيخ السابقة، فقال سيدي محمد الشرقي: اشهدوا أنا من أهل زمان ابن مبارك انتهى. فكذا يجب التلقي بالقبول لمثل هذا إذا سُمِع عن أرباب القامات من الكمل الفحول.
وممَّن نقلت عنه هذه الكرامة أيضاً القطب سيدي محمد بن القطب مولانا عبد الله الشريف المتقدِّم الذكر، وقد ذكر سيدنا أن الشيخ أبا عبد الله الخروبي الطرابلسي طلب من النبي ضمانه أهلَ عصرِه، فقال له : سبَقَك بها ولدي محمد، يعني القطبَ المذكور رَحِمَهُ اللهُُ تعالى و،
****