التعريف بالشيخ | إخباره بهذه الكرامات وغيرها من المواهب والأسرار
مترجَمٌ فيه عن إخبار نبينا المصطفى المختار
ثم قال النَّاظم رحمه الله:
(وَكُلُّ ما يملي فَعَنْ خَيْرِ الورَى |
|
مُترجَمٌ بلفْظِه بِلا مرا) |
(الإملاء) القراءة على الغير، والمراد هنا: إلقاءُ العلوم والفوائد والأسرار للسامع المستفيد، و(الورى) الخلق، و(ترجم عنه كلامه) ألقاه على حسب ما يفهمه السامع، و(المراء) الجدال، والمراد: بلا نزاع في ذلك.
يقول: وكل ما يمليه سيدنا وأرضاه، وأدامنا بمنِّه وكرمه في حوزة حماه، من إخباره بهذه الكرامات وغيرها من المواهب والأسرار فهو مترجَمٌ فيه عن إخبار نبينا المصطفى المختار ، ويحتمل أن يكون مرادُ النَّاظم بهذا البيت الإخبار بهذه الكرامة التي هي الإخبارُ عنه في كل ما يخبر به وجميع ما يأمر به في طريق الدلالة على الله، ولا شك أنها كرامةٌ ظاهرة ومَنْقَبة سامية فاخرة، وهي ثابتة لسيدنا وقدَّس أسراره الطاهرة، ويحتمل أن يكون مرادُه به التنصيص على أن ما تقدَّم ذكره من ضمان النبي دخولَ الجنة لمن رآه في اليومين، إنما هو إخبار من النبيّ لسيدنا ، فهو مترجم فيه وفيما كان من خبره من الكرامات عن لسان النبي ، فيكون النَّاظم أشارَ به إلى ما تقدَّم من خطابه الشريف لسيدنا بقوله «بعزَّة ربيي» إلخ، وعلى هذا الاحتمال يكون البيت من تتمَّةِ الكلام فيما قبله، وإن كان لبعض ما بعدَه تعلق به أيضاً، وسوقه الكلام في الكرامة مساق التفصيل يعطي أن هذا الاحتمالَ الثاني هو المراد عنده، وإن كان الأولُ متَّجهاً أيضاً، والله تبارك وتعالى أعلم.
***