
ما يلزم من أراد أخذ الورد و ما يلزمه بعد أخذه
هذه ترجمة أيضاً، فيأتي فيها من التقرير مثل ما تقدَّم في نظائرها، و عبر باللزوم خلاف ما فعَلَه غيرُه من التعبير بالشروط، لأنه وضَع نظمَه هذا فيما يتعلَّق بالورد، و الوردُ حقيقةً هو الذكر القائمُ على الأركانِ الثلاثة الآتي ذكرها، و شروطُه هي الآتي ذكرها أيضاً في ترجمتها المخصوصة بها.
و هذه الأمورُ التي ذكرها في هذه الترجمة هي اللازمة لمريد الدخول في هذه الطريق حين الإرادة، و اللازمة له بعد الدخول فيها، بمعنى أنه يلزم بها، فإن التْزَمَها تأَتَّى له الدخولُ، و إن لم يلزَمْها لم يتأتَّ له الدخول.
و هذا في الأولى اللازمة حين الدخول، و الأخرى يلزم بها كذلك، فإن التَزَمَها كان آتياً بما عليه، و إن لم يلتزمْها بأن أخلَّ بشيءٍ منها فقد أخلف الوعدَ و لم يوفِّ بالعقد. و في ذلك ما يلزمه منه تجديد التقيد بالعهد لا بد من ذلك، لأنه يؤذن بانفصام عقدته التي كان عقَدَها من أصلها، و فيه ما يلزمه منه التوبة و الإستغفار فقط كما سيبين ذلك في النظم.
و من عبّر عن هذه بالشروط راعى أنها شروطُ الطريق، فلذلك عدَّ منها ذِكْرَ الورد دواماً، إذ الشرط ما خرج عن الماهية و المثال فيما اعتبره النَّاظمُ مع ما اعتبره غيرُ واحد، لأن الدخول في الطريق هو ذكرُ الوردِ و أما بشروطه و لوازمه. و أخذ الورد يعد التزام لوازمه التي منها ذكره دواماً، و أما بشروطه المشروطة فيه هو معنى الدخول في الطريق، و على هذا فلا إشكال، و الله تعالى أعلم.يلقَّن هذا الورد المحمديّ الشريف لمن رغب في فضله الباهر و سرِّه المنيف:











***