خزانة أبي المواهب | كتب اللغة

خزانة أبي المواهب
كتب اللغة


اضغط على صورة واجهة الكتاب للتعريف بالمصنف، على اسم المؤلف للتعريف بصاحبه، و على عنوان أو أجزاء الكتاب لتحميله كليا أو جزئيا (عند توفره).


« ألفية ابن مالك» - ابن مالك، محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (600-672هـ/1203-1274م)


« شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» - ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري (694-769هـ/1294-1367م)


« نظام الغريب» - الربعى، عيسى بن إبراهيم بن محمد الربعي (تـ480هـ/1087م)


«ألفية ابن مالك»

ابن مالك، محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (600-672هـ/1203-1274م)

×

"ألفية ابن مالك" هي متن يضم غالب قواعد النحو و الصرف العربي في منظومة شعرية، لصاحبها محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، يبلغ عدد أبياتها تسعمائة و ثمان و ثمانون بيتا على وزن بحر الرجز أو مشطوره. و قد ابتدأ ابن مالك ألفيته بالكلام في اللغة العربية و ما يتألف منه فقال:

كلامنا لفظٌ مفيد كاستقم                            واسم وفعل ثم حرفٌ الكلم

واحده كلمــةٌ و القول عم                           و كلمــــة بها كلام قد يؤم

بالجر و التنوين و الندا و أل                        ومسند للاسم تمييزٌ حصل

بتا فَعَلْتُ وَأَتت ويا افْعَلِي                            و نُونِ أَقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْـجَلِي

ثم المعرب و المبني من الكلام، ثم المبتدأ و الخبر، ثم تتابعت أبواب النحو بعد ذلك، ثم تناول أبواب الصرف، و ختم الألفية بفصل في الإعلال بالحذف، و فصل في الإدغام.

التزم ابن مالك في الألفية المنهج الاختياري الانتقائي، الذي يقوم على المزج بين مذاهب النحاة دون ميل أو انحياز، و التخير منها و الترجيح بينها، و هو منهج التزمه في مؤلفاته كلها. كما توسَّع في الاستشهاد بالحديث النبوي، و اتخذه أساسًا للتقعيد النحوي إلى جانب الاستشهاد بالقرآن الكريم بقراءاته المختلفة و أشعار العرب.

يُذكر لابن مالك أنه وضع عناوين جديدة لبعض مسائل النحو، لم يستخدمها أحد قبله من النحاة، مثل باب "النائب عن الفاعل"، وكان جمهور النحاة قبله يسمُّونه: "المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله"، و"البدل المطلق" بدلاً من قولهم "بدل كل من كل"، و"المعرف بأداة التعريف" بدلاً من "التعريف بأل.

لقد لقيت "ألفية ابن مالك" عناية كبيرة من العلماء، فحرصوا على حفظها و قام بعضهم بشرحها و إعراب أبياتها أو وضع حواشٍ و تعليقات عليها، أكثر من غيرها من المتون النحوية، و ذلك لما تميزت به من التنظيم، و السهولة في الألفاظ، و الإحاطة بالقواعد النحوية و الصرفية في إيجاز، مع ترتيب محكم لموضوعات النحو، و استشهاد دقيق لكل واحد من هذه المواضيع. و تتعدد فصول و أبواب "ألفية ابن مالك" بتعدد فصول النحو و أبوابه، و في الوقت نفسه يتفاوت طول كل فصل أو باب بحسب ما يحتاجه من الذكر و الاستشهاد.

و قد زاد عدد شرَّاح الألفية على الأربعين، من بينهم ابن مالك نفسه، و ابنه محمد بدر الدين المتوفَّى سنة 686هـ/1287م، غير أن أشهر شروح الألفية وأكثرها ذيوعًا هي: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" للنحوي الكبير جمال الدين بن هشام الأنصاري المتوفَّى سنة 761هـ/1359م و لا يزال يدرس اليوم في الجامعات و المعاهد المتخصصة باللغة العربية في أنحاء العالم العربي، و "شرح ابن عقيل" لقاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل المتوفَّى سنة 769هـ/1367م و هو يمتاز بالسهولة و حسن العرض و قد لقي هذا الشرح قبولاً واسعًا و درسه طلبة الأزهر في المرحلة الثانوية، و "منهج السالك إلى ألفية ابن مالك" المعروف بـ "شرح الأشموني" لأبي الحسن علي نور الدين بن محمد عيسى المعروف بالأشموني المتوفَّى سنة 929هـ/1522م و هذا الشرح يُعَدّ من أكثر كتب النحو تداولاً بين طلبة العلم من وقت تصنيفه إلى الآن و هو من أغزر شروح الألفية مادة و أكثرها استيعابًا لمسائل النحو و مذاهب النحاة، و "شرح السيوطي" و غيرهم من علماء النحو.

و بلغت العناية بأبيات الألفية أن قام بعض العلماء بإعرابها مثلما فعل الإمام "خالد الأزهري" المتوفَّى سنة 905هـ/1499م في كتابه "تمرين الطلاب في صناعة الإعراب"، كما قام بعض العلماء بشرح شواهد شروح الألفية، مثلما فعل بدر الدين العيني المتوفَّى سنة 855هـ/1451م في كتابه "المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية".
ابن مالك، محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني
(600-672هـ/1203-1274م)

×  

ابن مالك، عالم لغوي كبير و أعظم نحوي في القرن السابع الهجري، كان إماماً في النحو و اللغة و عالماً بأشعار العرب و القراءات و رواية الحديث.

هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجَيَّاني المعروف بـابن مالك، ينتسب إلى قبيلة عربية عريقة هي قبيلة طيء .. ترجع إلى طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. نسبه إلى جَيَّان - بفتح الجيم و تشديد الياء كذا ضبطها ياقوت و صاحب القاموس و المقري - بالأندلس التي بها ولد، و كان يكنى بأبي عبد الله، كما أجمعت على أن لقبه "جمال الدين" (كقول القسطلاني: "كان الجمال ابن مالك").

وُلِد في مدينة "جيان الحرير" و هي بلدة من مشاهير بلاد الأندلس سنة 600هـ/1203م. و كانت مدينة عظيمة حسنة التخطيط، ذات صروح شاهقة، و تتمتع بمناعة فائقة بأسوارها العالية، و قد تعرَّضت لحصار من النصارى سنة 627هـ/1230م لكنها لم تسقط في أيدي القشتاليين. و الأرجح أن يكون ابن مالك قد هاجر مع مَن هاجر إلى الشام بالمشرق الإسلامي عقب فشل هذا الحصار.

و ذكر المقري في كتابه المعروف بـ"نفح الطيب" بعض أسماء شيوخ ابن مالك الذين تلقى العلم على أيديهم قبل هجرته إلى الشام، فذكر أنه أخذ العربية و القراءات على ثابت بن خيار، و أحمد بن نوار، و هما من شيوخ العلم و أئمته في الأندلس، كما تتلمذ على عدد آخر من علماء الأندلس كأبي علي الشلوبين.

بعد هجرته استقر ابن مالك بدمشق و هناك استكمل دراسته، فتتلمذ على علم الدين السخاوي شيخ الإقراء في عصره، و مكرم بن محمد القرشي و الحسن بن الصباح. ثم اتجه إلى حلب، و لزم الشيخ موفق الدين بن يعيش أحد أئمة النحو في عصره، و جالس تلميذه ابن عمرون، كما استزاد من العلم من ابن الحاجب. هيأ له نبوغه في العربية و القراءات تصدر حلقات العلم في حلب، و أن تُشَدّ إليه الرِّحال، و يلتف حوله طلاب العلم، بعد أن صار إمامًا في القراءات و عِلَلها، متبحِّرًا في علوم العربية، متمكنًا من النحو و الصرف لا يباريه فيهما أحد، حافظًا لأشعار العرب التي يُستشهد بها في اللغة و النحو.

ثم رحل إلى حماة تسبقه شهرته و استقر بها فترة، تصدَّر فيها دروس العربية و القراءات، ثم غادرها إلى القاهرة، و اتصل بعلمائها و شيوخها، ثم عاد إلى دمشق، و تصدر حلقات العلم في الجامع الأموي، و عُيِّن إمامًا في "المدرسة العادلية الكبرى"، و ولِّي مشيختها، و كانت تشترط التمكن من القراءات و علوم العربية، و ظلَّ في دمشق مشتغلاً بالتدريس و التصنيف حتى تُوفِّي بها

منزلته و أخلاقه

كان ابن مالك إمامًا، زاهدًا، ورعًا، ذا رزانة و حياء و وقار و انتصاب للإفادة، حريصًا على العلم و حفظه، حتى إنه حفظ يوم وفاته ثمانية أبيات من الشعر، و اشتهر بأنه كثير المطالعة سريع المراجعة، لا يكتب شيئًا من محفوظه حتى يراجعه في محله من الكتب، و كان لا يُرى إلا وهو يُصلِّي أو يتلو القرآن الكريم، أو يصنف أو يُقرِئ القرآن تلاميذه. و لعل أوضح أخلاق ابن مالك و أبرزها و أخادها على الزمان: الترفع و الإباء و الاعتداد بالنفس. و كان كثير المطالع، سريع المراجعة، لا يكتب شيئاً من حفظه حتى يراجعه في محله، و لا يُرى إلا و هو يصلي أو يتلو أو يصنّف أو يُقرئ.

كان ابن مالك إماماً في القراءات و عللها، و أما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها و الاطلاع على وحشيّها، و أما النحو و التصريف فكان فيهما بحراً لا يُجارى و حبراً لا يُبارى، و أما أشعار العرب التي يستشهد بها على اللغة و النحو فكانت الأئمة الأعلام يتحيّرون فيه و يتعجّبون من أين يأتي بها، و أما الاطلاع على الحديث، فكان فيه غاية. و مما يذكر عنه أنه كان يسهل عليه نظم الشعر مما جعله يخلف منظومات شعرية متعددة منها "الألفية النحوية" و كذلك "الكافية الشافية" في ثلاثة آلاف بيت و غيرها.

و كان أكثر ما يستشهد بالقرآن، فإن لم يكن فيه شاهد عدَل إلى الحديث، و إن لم يكن فيه شيء عدل إلى أشعار العرب، و مجمل القول إن ابن مالك كان أوحد وقته في علم النحو و اللغة مع كثرة الديانة و الصلاح.

 

وفاة ابن مالك

كان ابن مالك حريصًا على العلم و حفظه، حتى إنه حفظ يوم وفاته ثمانية أبيات من الشعر، و تُوفِّي في يوم الاثنين 12 شعبان 672هـ/21 من فبراير 1274م في دمشق، و صُلِّي عليه بالجامع الأموي، ودفن بسفح جبل قاسيون، وقبره بالروضة شرقي قبر الشيخ موفق الدين ابن قدامة، و عند رأسه حجر من صوان أحمر.

تلاميذه

تبوأ ابن مالك مكانة مرموقة في عصره، و انتهت إليه رئاسة النحو و الإقراء، و صارت له مدرسة علمية تخرَّج فيها عدد من النابغين، كانت لهم قدم راسخة في النحو و اللغة، و من أشهر تلاميذه: ابنه محمد بدر الدين الذي خلف أباه في وظائفه، و شرح الألفية، و بدر الدين بن جماعة قاضي القضاة في مصر، و أبو الحسن اليونيني المحدِّث المعروف، و ابن النحاس النحوي الكبير، و أبو الثناء محمود الحلبي كاتب الإنشاء في مصر و دمشق.

مؤلفاته

وضع مؤلفات كثيرة، أشهرها "الألفية" التي عُرِفت باسم "ألفية ابن مالك". كتب ابن مالك في النحو و اللغة و العروض و القراءات و الحديث، و استعمل النثر في التأليف، كما استخدم الشعر في بعض مؤلفاته. و من أشهر كتبه في النحو: "الكافية الشافية" و هي أرجوزة طويلة في قواعد و الصرف، و كتاب "تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد" جمع فيه بإيجاز قواعد النحو مع الاستقصاء بحيث أصبح يُغني عن المطوَّلات في النحو و قد عُنِي النحاة بهذا الكتاب، و وضعوا له شروحًا عديدة. و له في اللغة: "إيجاز التصريف في علم التصريف"، و "تحفة المودود في المقصور و الممدود"، و "لاميات الأفعال"، و "الاعتضاد في الظاء و الضاد". و له في الحديث كتاب "شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح" و هو شروح نحوية لنحو مائة حديث من "صحيح البخاري".

«شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك»

ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري (694-769هـ/1294-1367م)

×  

هذه المتون تقوم بشرح علم النحو و قواعده و علم الصرف أيضاً في أسلوب يبتعد عن المباحث الكلامية المعقدة. و قد قام الشارح العلامة ابن عقيل بشرح هذه الأبيات، و استخرج منها ما هو كامن عن الغير، و بين الشواهد الشعرية و النثرية، و مذهب أهل اللغة من المدرسة الكوفية و البصرية و غيرهم، و قام بالترجيح بين كل منهم، و ذلك بدون إيجاز مخل و لا تطويل ممل.

ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري

(694-769هـ/1294-1367م)

×  

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد القرشي الهامشي، بهاء الدين ابن عقيل، من نسل عقيل ابن أبي طالب: من أئمة النحاة.

كان بعض أسلافه يقيمون في همذان أو آمد، ولعلهم انتقلوا من إحداهما إلى مصر، فولد بها عبد الله سنة 694هـ/1294م، فعرفه مترجموه بالهمذاني (أو الآمدي) البالسي ثم المصري.

قال ابن حيان: "ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل".

كان مهيبا، مترفعا عن غشيان الناس ولا يخلو مجلسه من المترددين إليه، كريما، كثير العطاء لتلاميذه، في لسانه لثغة. ولي قضاء الديار المصرية مدة قصيرة.

له " شرح ألفيه ابن مالك" في النحو، و قد ترجم مع الألفية إلى الألمانية، و " التعليق الوجيز على الكتاب العزيز " تفسير، لم يكمله، و "الجامع النفيس" في فقه الشافعية، مبسوط جدا، لم يكمله، و "المساعد" في شرح التسهيل،في النحو، و "تيسير الاستعداد لرتبة الاجتهاد" وهو تلخيص "الجامع النفيس"، وغير ذلك.

توفي رحمه الله سنة 7699 هـ/1367 م.

«نظام الغريب»

الربعى، عيسى بن إبراهيم بن محمد الربعي (تـ480هـ/1087م)

 ×

الكتاب من معاجم اللغة الصغرى المصنفة على الموضوعات، كـ "الغريب المصنف" لأبى عبيد، و "الألفاظ" لابن السكيت، و "المنتخب من غريب كلام العرب" لكراع.

كتاب "نظام الغريب" هو معجم للألفاظ الغريبة في اللغة العربية. لم يصنف مثله في عصره، و يعد مرجعًا مهمًا لقراء العربية. توخى في طريقة تأليفه الإتيان بالكلمات الفصيحة، على اللغات و الألسن العربية كافة. و اقتصر فيه على المستعمل من غريب اللغة، و ما ورد في كلام العرب و أشعارهم.  جعله في مائة و أربعة أبواب (مقدمة و 61 باب)، ابتدأه في "باب ما جاء من الغريب في خلق الإنسان"، و ختمه بـ "باب ما نطقت به العرب على التثنية". و هو يشبه "فقه اللغة" للثعالبي في ترتيبه و تبويبه. وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الدكتور الألماني "بولس برونلي" في القاهرة عام 1912م. ولم يعد حاليًا معروفًا لدى الناشرين، على ما له من قيمة علمية رفيعة. و هذا باب من أبوابه

"باب في أسماء القمر

هو "الهلال" أول ما يبدو. فإذا كمل فهو "بدر" و هو إذا امتلأ نورا، و لذلك سميت البدرة "بدرةً" و هي عشرة آلاف، لاجتماعها و امتلائها. و كذلك يقال "غلام بدر" إذا امتلأ شبابا، و يقال "بدر تمام" و "بدر تم"، و "التمام" تمام القمر و امتلاؤه نورا. و "المحلق" نقصان القمر. و "الزبرقان" من أسماء القمر. و "الهالة" الدارة التي تدور حول القمر قبل أن يمتلئ نورا، و التي على الشمس تسمى "الطفاوة". و "الزمهرير" القمر و قيل البرد، قال الله تعالى: "لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا"، والله أعلم" اهـ.
عيسى بن إبراهيم بن محمد الربعي
(تـ480هـ/1087م)

 ×

أبو محمد، الوحاظي نسبة إلى قرية وحاظة، إحدى قرى بلاد حبيش، في محافظة إبّ. عاش و توفي فيها.

عالم لغوي فاضل، من علماء اللغة في القرن الخامس الهجري. كان يقصده الطلاب من جميع أنحاء اليمن، و اشتهر ذكره خارجها بسعة علمه، و قوة لغته.

ترجم له المؤرخ جلال الدين السيوطي في كتابه "بغية الوعاة"، و ياقوت الحموي في كتابه "معجم الأدباء"، و المؤرخ عمر بن سمرة الجعدي في كتابه "طبقات فقهاء اليمن".

و كان ممن درس عليه الإمام زيد بن الحسن الفايشي.